فصل: ما يتعلق بميراثه صلى الله عليه وسلم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **


‏{‏ ما يتعلق بميراثه صلى الله عليه وسلم‏}‏

‏{‏وهو حديثان‏}‏

18768- عن مالك بن أوس بن الحدثان قال‏:‏ أرسل إلي عمر بن الخطاب فجئته حين تعالى النهار، قال‏:‏ فوجدته في بيته جالسا على سرير مفضيا إلى رماله ‏(‏رماله‏:‏ بضم وكسرها هو ما ينسج من سعف النخل ونحوه ليطجع عليه‏)‏ متكئا على وسادة من أدم، فقال لي‏:‏ يا مال ‏(‏يامال‏:‏ هكذا في جميع النسخ‏:‏ يا مال‏.‏ وهو ترخيم مالك بحذف الكاف، ويجوز كسر اللام وضمها وجهان مشهوران لأهل العربية فمن كسرها تركها على ما كانت ومن ضمها جعله اسما مستقلا‏.‏ ص‏)‏ إنه قد دف ‏(‏دف‏:‏ الدف المشي بسرعة‏.‏ ص‏)‏ أهل أبيات من قومك وقد أمرت فيهم برضخ ‏(‏برضخ‏:‏ العطية القليلة‏.‏ ص‏)‏، فخذه فاقسمه بينهم، قال فقلت‏:‏ لو أمرت بهذا غيري، قال‏:‏ فخذه يا مال قال‏:‏ فجاء يرفأ ‏(‏يرفا‏:‏ غير مهموز هكذا ذكره الجمهور ومنهم من همزه‏:‏ يرفأ، وهو حاجب لعمر بن الخطاب‏.‏ ص‏)‏، فقال‏:‏ هل لك يا أمير المؤمنين في عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد، فقال عمر‏:‏ نعم فأذن لهم، فدخلوا، ثم جاء فقال‏:‏ هل لك في عباس وعلي‏؟‏ قال‏:‏ نعم، فأذن لهما، قال عباس‏:‏ يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا، فقال بعض القوم‏:‏ أجل يا أمير المؤمنين فاقض بينهم وأرحهم، قال مالك‏:‏ فخيل إلي أنهم كانوا قدموهم لذلك، قال عمر‏:‏ اتئد أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم‏.‏

فأقبل على عباس وعلي فقال‏:‏ أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ لا نورث ما تركنا صدقة‏؟‏ قالا‏:‏ نعم، قال عمر‏:‏ فإن الله خص رسوله صلى الله عليه وسلم بخاصة لم يخص بها أحدا غيره قال‏:‏ ‏{‏ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى‏}‏ ما أدري هل قرأ الآية التي قبلها أم لا‏؟‏ قال‏:‏ فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بينكم أموال بني النضير، فوالله ما استأثر بها عليكم ولا أخذها دونكم حتى بقي هذا المال، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ منه نفقة سنة، ثم يجعل ما بقي أسوة المال، ثم قال‏:‏ أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمون ذلك‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم، ثم نشد عليا وعباسا بمثل ما نشد به القوم أتعلمان ذلك‏؟‏ قالا‏:‏ نعم، قال‏:‏ فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر‏:‏ أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجئتما تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها، فقال أبو بكر‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا نورث ما تركنا صدقة، فرأيتماه ‏[‏كاذبا آثما غادرا خائنا‏]‏ ‏(‏هذه الفقرة أي ما بين الحاصرين قد حذفت من صدر الحديث، فراجع البحث بطوله للإمام النووي ففيه فائدة عند هذا الحذف‏.‏ صحيح مسلم ‏[‏3/1378‏]‏ ص‏)‏ والله يعلم إنه لصادق بار راشد تابع للحق، ثم توفي أبو بكر، فقلت‏:‏ أنا ولي رسول الله وولي أبي بكر، فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم إني لصادق بار راشد تابع للحق فوليتها ثم جئتني أنت وهذا وأنتما جميع وأمركما واحد، فقلتما‏:‏ ادفعها إلينا، فقلت إن شئتما دفعتها إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه أن تعملا فيها بالذي كان يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، فأخذتماها بذلك، فقال‏:‏ أكذلك كان‏؟‏ قالا‏:‏ نعم قال‏:‏ ثم جئتماني لأقضي بينكما لا والله، لا أقضي بينكما بغير ذلك حتى تقوم الساعة، فإن عجزتما عنها فرداها إلي‏.‏

‏(‏عب حم وأبو عبيد في الأموال، وعبد بن حميد خ م ‏(‏أخرجه مسلم بلفظه كتاب الجهاد والسير باب حكم الفيء رقم ‏[‏49‏]‏ ص‏)‏ د ت ن وأبو عوانة حب وابن مردويه هق‏)‏‏.‏

18769- عن عائشة أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله، فقال لها أبو بكر‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ لا نورث ما تركنا صدقة، فغضبت فاطمة فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرة له حتى توفيت، وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر، فكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة، فأبى أبو بكر ذلك، وقال‏:‏ لست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به، فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ، فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي والعباس فغلب علي عليها، وأما خيبر وفدك فأمسكهما عمر وقال‏:‏ هما صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانتا لحقوقه التي تعروه ونوائبه وأمرهما إلى من ولي الأمر، قال‏:‏ فهما على ذلك إلى اليوم‏.‏

‏(‏حم خ م ‏(‏أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الجهاد والسير باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لا نورث ما تركنا فهو صدقة رقم ‏[‏54‏]‏، وكان في الحديث نقصا فاستدركته‏.‏ ص‏)‏ هق‏)‏‏.‏

‏{‏متفرقات الأحاديث‏}‏ التي تتعلق بوفاته صلى الله عليه وسلم وغسله وتكفينه وصلاة الناس عليه بعد دفنه ووقت الدفن

18770- عن جعفر بن محمد عن أبيه قال‏:‏ صلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير إمام، يدخل المسلمون عليه زمرا زمرا يصلون عليه، فلما فرغوا نادى عمر خلوا الجنازة وأهلها‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏ ‏(‏أخرجه ابن سعد في الطبقات باب ذكر الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏[‏2/288‏]‏ ص‏)‏‏.‏

18771- عن عمر بن الخطاب قال‏:‏ كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم وبيننا وبين النساء حجاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ اغسلوني بسبع قرب، وأتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا، فقالت النسوة‏:‏ ائتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحاجته، قال عمر فقلت‏:‏ اسكتن فإنكن صواحبه إذا مرض عصرتن أعينكن، وإذا صح أخذتن بعنقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ هن خير منكم‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏ ‏(‏أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏[‏2/243‏]‏ ص‏)‏‏.‏

18772- عن أنس بن مالك قال‏:‏ لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى الناس فقام عمر في المسجد خطيبا فقال‏:‏ لأسمعن أحدا يقول‏:‏ إن محمدا قد مات، وإن محمدا لم يمت ولكنه أرسل إليه ربه كما أرسل إلى موسى بن عمران فلبث عن قومه أربعين ليلة، والله إني لأرجو أن يقطع أيدي رجال قوم وأرجلهم يزعمون أنه مات‏.‏

‏(‏ابن سعد كر‏)‏‏.‏

18773- ‏{‏مسند عمر رضي الله عنه‏}‏ عن عكرمة قال‏:‏ لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا‏:‏ إنما عرج بروحه كما عرج بروح موسى، وقام عمر خطيبا يوعد المنافقين وقال‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت، ولكن إنما عرج بروحه كما عرج بروح موسى، لا يموت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقطع أيدي أقوام وألسنتهم فلم يزل عمر يتكلم، حتى أزبد شدقاه فقال العباس‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأسن كما يأسن البشر، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات فادفنوا صاحبكم، أيميت أحدكم إماتة ويميته إماتتين هو أكرم على الله من ذلك، فإن كان كما تقولون فليس على الله بعزيز أن يبحث عنه التراب فيخرجه إن شاء الله، ما مات حتى ترك السبيل نهجا واضحا، أحل الحلال وحرم الحرام، ونكح وطلق وحارب وسالم، وما كان راعي غنم يتبع بها صاحبها رؤوس الجبال يخبط عليها العضاه بمخبطه، ويمدر حوضها بيده بأنصب ولا أدأب من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فيكم‏.‏

‏(‏ابن سعد خ ق في الدلائل‏)‏‏.‏

18774- عن أنس بن مالك أنه سمع عمر بن الخطاب الغد حين بويع أبو بكر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستوى أبو بكر على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم تشهد قبل أبي بكر ثم قال‏:‏ أما بعد فإني قلت لكم أمس مقالة لم تكن كما قلت وإني والله ما وجدتها في كتاب أنزله الله ولا في عهد عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن كنت أرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كلمة يريد حتى يكون آخرنا فاختار الله لرسوله الذي عنده على الذي عندكم، وهذا الكتاب الذي هدى الله به رسولكم فخذوه تهتدوا لما هدي له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

‏(‏خ هق في الدلائل‏)‏‏.‏

18775- عن عروة قال‏:‏ لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عمر بن الخطاب يخطب الناس ويوعد من قال مات بالقتل والقطع ويقول‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غشيته لو قد قام قتل وقطع، وعمرو بن أم مكتوم قائم في مؤخر المسجد يقرأ‏:‏ ‏{‏وما محمد إلا رسول‏}‏ إلى قوله ‏{‏وسيجزي الله الشاكرين‏}‏ والناس في المسجد قد ملأوه يبكون ويموجون لا يسمعون فخرج العباس بن عبد المطلب على الناس فقال‏:‏ يا أيها الناس هل عند أحد منكم عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفاته فليحدثنا‏؟‏ قالوا‏:‏ لا قال‏:‏ هل عندك يا عمر من علم‏؟‏ قال‏:‏ لا، قال العباس‏:‏ أشهد أيها الناس أن أحدا لا يشهد على النبي صلى الله عليه وسلم بعهد عهده إليه في وفاته، والله الذي لا إله إلا هو، لقد ذاق رسول الله صلى الله عليه وسلم الموت، فأقبل أبو بكر من السنح على دابته حتى نزل بباب المسجد، ثم أقبل مكروبا حزينا، فاستأذن في بيت ابنته عائشة، فأذنت له فدخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد توفي على الفراش، والنسوة حوله فخمرن وجوههن واستترن من أبي بكر إلا ما كان من عائشة، فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فحنا عليه يقبله ويبكي ويقول‏:‏ ليس ما يقول ابن الخطاب بشيء، توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده رحمة الله عليك يا رسول الله ما أطيبك حيا، وما أطيبك ميتا، ثم غشاه بالثوب ثم خرج سريعا إلى المسجد يتوطأ رقاب الناس حتى أتى المنبر، وجلس عمر حين رأى أبا بكر مقبلا إليه‏.‏

فقام أبو بكر إلى جانب المنبر ثم نادى الناس، فجلسوا وأنصتوا، فتشهد أبو بكر وقال‏:‏ إن الله نعى نبيكم إلى نفسه، وهو حي بين أظهركم ونعاكم إلى أنفسكم فهو الموت حتى لا يبقى أحد إلا الله قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وما محمد إلا رسول‏}‏ إلى قوله ‏{‏ وسيجزي الله الشاكرين‏}‏ فقال عمر‏:‏ هذه الآية في القرآن‏؟‏ فوالله ما علمت أن هذه الآية أنزلت قبل اليوم، وقال‏:‏ قال الله لمحمد‏:‏ ‏{‏إنك ميت وإنهم ميتون‏}‏ ثم قال‏:‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏كل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة‏}‏، ثم قال‏:‏ إن الله عمر محمدا صلى الله عليه وسلم وأبقاه حتى أقام دين الله وأظهر أمره، وبلغ رسالة الله، وجاهد في سبيل الله، ثم توفاه الله على ذلك، وقد ترككم على الطريق، فلن يهلك هالك إلا من بعد البينة والشفاء، فمن كان الله ربه فإن الله حي لا يموت، ومن كان يعبد محمدا ويقول له إلها فقد هلك إلهه، فاتقوا الله أيها الناس واعتصموا بدينكم وتوكلوا على ربكم، فإن دين الله قائم، وإن كلمة الله تامة، وإن الله ناصر من نصره ومعز دينه، وإن كتاب الله بين أظهرنا وهو النور والشفاء وبه هدى الله محمدا صلى الله عليه وسلم وفيه حلال الله وحرامه، والله لا نبالي من يغلب علينا من خلق الله، إن سيوف الله لمسلولة ما وضعناها بعد، وإنا لمجاهدون من خالفنا كما جاهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يبقين أحد إلا على نفسه‏.‏

‏(‏هق في الدلائل‏)‏ ‏(‏مر الحديث عند البخاري في صحيحه كتاب فضائل الصحابة وعند ابن سعد كذلك ‏(‏2/267‏)‏ ص‏)‏‏.‏

18776- عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب ذكر له ما حمله على مقالته التي قال حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ كنت أتأول هذه الآية‏:‏ ‏{‏وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس‏}‏، فوالله إن كنت لأظن أنه سيبقى في أمته حتى يشهد عليها بآخر أعمالها، وإنه الذي حملني على أن قلت ما قلت‏.‏

‏(‏هق في الدلائل‏)‏‏.‏

18777- عن سعيد بن المسيب قال‏:‏ التمس علي من النبي صلى الله عليه وسلم لما غسل ما يلتمس من الميت، فلم يجد شيئا فقال‏:‏ بأبي أنت وأمي طبت حيا وطبت ميتا‏.‏

‏(‏ش وابن منيع، د في مراسيله ه والمروزي في الجنائز ك ‏(‏أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب المغازي ‏(‏3/59‏)‏ وقال‏:‏ صحيح ووافقه الذهبي ص‏)‏ ص‏)‏‏.‏

18778- عن علي أن فاطمة لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تقول واأبتاه من ربه ما أدناه، واأبتاه جنان الخلد مأواه، واأبتاه ربه يكرمه إذا أدناه، الرب والرسل تسلم عليه حتى تلقاه‏.‏

‏(‏ك‏)‏ ‏(‏أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب المغازي ‏(‏3/59‏)‏ وقال‏:‏ صحيح ووافقه الذهبي ص‏)‏‏.‏

18779- قال ابن عساكر أنبأنا أبو سعيد ابن الطيوري عن الحسن بن محمد بن إسماعيل قال‏:‏ سمعت إسحاق بن عيسى بن علي يحدث عن أبيه عن أبي العباس السفاح حدثني إبراهيم بن محمد يرويه عن أبي هاشم عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أنه يفد عليه وافدان في يوم واحد، من السند وافريقة بسمعهم وطاعتهم، وتلك علامة وفاته، قال أبو بكر الصولي‏:‏ ولا نعلم أن السفاح روى عنه حديثا مسندا غير هذا يعني أن ذلك وفاة السفاح، لا وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏(‏كر‏)‏ وقد روى الجلال هذا الحديث في قصة طويلة بإسناد آخر عن السفاح‏.‏

18780- عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده قال‏:‏ أوصى النبي صلى الله عليه وسلم عليا أن يغسله، فقال علي‏:‏ يا رسول الله أخشى أن لا أطيق ذلك قال‏:‏ إنك ستعان، قال علي‏:‏ فوالله ما أردت أن أقلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم عضوا إلا قلب‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

18781- عن علي قال‏:‏ أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إذا أنا مت فاغسلني بسبع قرب من بئري بئر غرس‏.‏

‏(‏أبو الشيخ في الوصايا وابن النجار‏)‏‏.‏

18782- عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ من يقضي ديني وينجز وعدي وأدعو الله أن يجعله معي يوم القيامة، أو كلمة تشبهها‏.‏

‏(‏ش ورجاله ثقات‏)‏‏.‏

18783- عن علي قال‏:‏ غسلت النبي صلى الله عليه وسلم فذهبت أنظر ما يكون من الميت، فلم أر شيئا، وكان طيبا حيا وميتا، وولي دفنه وإجنانه ‏(‏إجنانه‏:‏ أي دفنه وستره ويقال للقبر الجنن ويجمع على أجنان‏.‏ النهاية ‏[‏1/307‏]‏ ص‏)‏ دون الناس أربعة‏:‏ علي، والعباس، والفضل بن العباس، وصالح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وألحد لرسول الله لحدا، وأنصب عليه اللبن نصبا‏.‏

‏(‏مسدد والمروزي في الجنائز ك ق‏)‏ ‏(‏أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏(‏2/281‏)‏ ص‏)‏‏.‏

18784- عن علي قال‏:‏ أوصاني النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يغسله أحد غيري، فإنه لا يرى عورتي أحد إلا طمست عيناه‏.‏

‏(‏ابن سعد والبزار عق وابن الجوزي في الواهيات زاد ابن سعد‏:‏ قال علي‏:‏ فكان الفضل وأسامة يناولاني الماء من وراء الستر وهما معصوبا العين، قال علي‏:‏ فما تناولت عضوا إلا كأنما يقلبه معي ثلاثون رجلا حتى فرغت من غسله‏.‏

18785- عن علي قال‏:‏ لما كان قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام أهبط الله جبريل إليه، فقال‏:‏ يا أحمد إن الله عز وجل أرسلني إليك إكراما لك، وتفضيلا لك، وخاصة لك، يسألك عما هو أعلم به منك، يقول‏:‏ كيف تجدك‏؟‏ قال‏:‏ أجدني يا جبريل مكروبا، ثم جاءه اليوم الثاني فقال‏:‏ يا أحمد إن الله أرسلني إليك إكراما لك، وتفضيلا لك، وخاصة لك يسألك عما هو أعلم به منك يقول‏:‏ كيف تجدك‏؟‏ قال‏:‏ أجدني يا جبريل مكروبا، ثم عاد اليوم الثالث فقال‏:‏ يا أحمد إن الله أرسلني إليك إكراما لك، وتفضيلا لك، وخاصة لك يسألك عما هو أعلم به منك يقول‏:‏ كيف تجدك‏؟‏ قال‏:‏ أجدني يا جبريل مكروبا، وأجدني يا جبريل مغموما، وهبط مع جبريل ملك في الهواء يقال له‏:‏ إسماعيل على سبعين ألف ملك، فقال له جبريل‏:‏ يا أحمد هذا ملك الموت يستأذن عليك، ولم يستأذن على آدمي قبلك، ولا يستأذن على آدمي بعدك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ايذن له، فأذن له جبريل فدخل، فقال له ملك الموت‏:‏ يا أحمد إن الله أرسلني إليك وأمرني أن أطيعك، إن أمرتني بقبض نفسك قبضتها، وإن كرهت تركتها، فقال جبريل‏:‏ يا أحمد إن الله قد اشتاق إلى لقائك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا ملك الموت امض لما أمرت به، فقال جبريل‏:‏ يا أحمد عليك السلام هذا آخر وطئي الأرض، إنما كنت أنت حاجتي من الدنيا، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءت التعزية جاء آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه، فقال‏:‏ السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله، في الله عزاء من كل مصيبة، وخلف من كل هالك، ودرك من كل ما فات، فبالله ثقوا، وإياه فارجوا فإن المحروم محروم الثواب، وإن المصاب من حرم الثواب، والسلام عليكم، قال علي‏:‏ هل تدرون من هذا‏؟‏ قالوا‏:‏ لا، قال‏:‏ هذا الخضر‏.‏

‏(‏العدني وابن سعد ‏(‏أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏[‏2/258‏]‏ ص‏)‏ هق في الدلائل‏)‏‏.‏

18786- عن ابن عباس قال‏:‏ خرج العباس وعلي من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي فيه فلقيهما رجال، فقالوا‏:‏ كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا الحسن‏؟‏ قال‏:‏ أصبح بحمد الله بارئا‏.‏

‏(‏العدني خ هق في الدلائل‏)‏‏.‏

18787- عن عبد الله بن الحارث بن نوفل أن عليا غسل النبي صلى الله عليه وسلم وعلى النبي قميص وبيد علي خرقة يتبع بها تحت القميص‏.‏

‏(‏ق‏)‏‏.‏

18788- عن علي قال‏:‏ دخلت على نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو مريض فإذا رأسه في حجر رجل أحسن ما رأيت من الخلق والنبي صلى الله عليه وسلم نائم، فلما دخلت عليه قلت‏:‏ أدنو‏؟‏ فقال الرجل‏:‏ ادن إلى ابن عمك فأنت أحق مني فدنوت منهما، فقام الرجل، وجلست مكانه ووضعت رأس النبي صلى الله عليه وسلم في حجري كما كان في حجر الرجل، فمكثت ساعة، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ، فقال‏:‏ أين الرجل الذي كان رأسي في حجره‏؟‏ فقلت‏:‏ لما دخلت عليك دعاني، ثم قال‏:‏ ادن إلى ابن عمك فأنت أحق به مني، ثم قام فجلست مكانه، قال‏:‏ فهل تدري من الرجل‏؟‏ قلت‏:‏ لا بأبي وأمي، قال‏:‏ ذاك جبريل كان يحدثني حتى خف عني وجعي، ونمت ورأسي في حجره‏.‏

‏(‏أبو عمر الزاهد في فوائده، وفيه محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، ضعيف‏)‏‏.‏

18789- عن جابر بن عبد الله أن كعب الأحبار قدم زمن عمر بن الخطاب فقال ونحن جلوس عنده‏:‏ يا أمير المؤمنين ما كان آخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فقال عمر‏:‏ سل عليا، فقال‏:‏ أين هو‏؟‏ قال‏:‏ هو ذا فسأله، فقال علي‏:‏ أسندته إلى صدري فوضع رأسه على منكبي وقال‏:‏ الصلاة الصلاة، فقال كعب‏:‏ كذلك عهد الأنبياء وبه أمروا وعليه يبعثون، قال‏:‏ فمن غسله يا أمير المؤمنين‏؟‏ قال‏:‏ سل عليا فسأله، فقال‏:‏ كنت أغسله وكان عباس جالسا وكان أسامة وشقران يختلفان إلي بالماء‏.‏

‏(‏ابن سعد، وسنده ضعيف‏)‏‏.‏

18790- عن علي قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه‏:‏ ادعوا لي أخي فدعي له فقال‏:‏ ادن مني فدنوت منه، فاستند إلي فلم يزل مستندا إلي وإنه يكلمني حتى أن بعض ريق النبي صلى الله عليه وسلم ليصيبني، ثم نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم وثقل في حجري، فصحت يا عباس أدركني، فإني هالك، فجاء العباس فكان جهدهما جميعا أن أضجعاه‏.‏

‏(‏ابن سعد، وسنده ضعيف‏)‏‏.‏

18791- عن أبي غطفان قال‏:‏ سألت ابن عباس أرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي ورأسه في حجر أحد‏؟‏ قال‏:‏ توفي وهو إلى صدر علي‏؟‏ قلت‏:‏ فإن عروة حدثني عن عائشة أنها قالت‏:‏ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحري ونحري، فقال ابن عباس‏:‏ أتعقل والله لتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستند إلى صدر علي وهو الذي غسله وأخي الفضل بن عباس وأبى أبي أن يحضر وقال‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا أن نستتر فكان عند السترة‏.‏

‏(‏ابن سعد، وسنده ضعيف‏)‏‏.‏

18792- عن علي قال‏:‏ اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأربعاء لليلة بقيت من شهر صفر سنة إحدى عشرة، وتوفي يوم الإثنين لاثنتي عشرة مضت من ربيع الأول ودفن يوم الثلاثاء‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏‏.‏

18793- عن علي قال‏:‏ كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب من كرسف سحولية ليس فيها قميص ولا عمامة‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏‏.‏

18794- عن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن علي قال‏:‏ لما وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم على السرير قال‏:‏ لا يقوم عليه أحد هو إمامكم حيا وميتا، فكان يدخل الناس رسلا رسلا فيصلون عليه صفا صفا ليس لهم إمام ويكبرون، وعلي قائم بحيال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته اللهم إنا نشهد أن قد بلغ ما نزل إليه، ونصح لأمته وجاهد في سبيل الله حتى أعز الله دينه، وتمت كلمته، اللهم فاجعلنا ممن يتبع ما أنزل إليه وثبتنا بعده، واجمع بيننا وبينه، فيقول الناس آمين، حتى صلى عليه الرجال، ثم النساء، ثم الصبيان‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏‏.‏

18795- عن علي أنه غسل النبي صلى الله عليه وسلم وعباس وعقيل بن أبي طالب وأوس بن خولي وأسامة بن زيد‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏‏.‏

18796- عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ثقل قال‏:‏ يا علي، ائتني بطبق أكتب فيه ما لا تضل أمتي بعدي، فخشيت أن تسبقني نفسه، فقلت‏:‏ إني أحفظ ذراعا من الصحيفة، فكان رأسه بين ذراعي وعضدي فجعل يوصي بالصلاة والزكاة وما ملكت أيمانكم، قال كذلك حتى فاضت نفسه وأمر شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله حتى فاضت نفسه من شهد بها حرم على النار‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏‏.‏

18797- عن عبد الله بن الحارث أن عليا لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم قام فأرتج الباب قال‏:‏ فجاء العباس معه بنو عبد المطلب فقاموا على الباب وجعل علي يقول‏:‏ بأبي أنت طبت حيا وميتا، قال‏:‏ وسطعت ريح طيبة لم يجدوا مثلها قط، قال‏:‏ فقال العباس لعلي‏:‏ دع حنينا كحنين المرأة وأقبلوا على صاحبكم، فقال علي‏:‏ أدخلوا علي الفضل، قال‏:‏ وقالت الأنصار نناشدكم الله في نصيبنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدخلوا رجلا منهم يقال له أوس بن خولي يحمل جرة بإحدى يديه، قال‏:‏ فغسله علي يدخل يده تحت القميص، والفضل يمسك الثوب عليه والأنصاري ينقل الماء، وعلى يد علي خرقة، يدخل يده وعليه القميص‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏ ‏(‏أخرجه ابن سعد الطبقات الكبرى ‏[‏2/280 و 281‏]‏ ص‏)‏‏.‏

18798- عن عبد الواحد بن أبي عون قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب في مرضه الذي توفي فيه‏:‏ اغسلني يا علي إذا مت، فقال‏:‏ يا رسول الله ما غسلت ميتا قط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إنك ستهيأ أو تيسر، قال علي‏:‏ فغسلته، فما آخذ عضوا إلا تبعني والفضل آخذ بحضنه يقول‏:‏ اعجل يا علي انقطع ظهري‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏ ‏(‏أخرجه ابن سعد الطبقات الكبرى ‏[‏2/287‏]‏ ص‏)‏‏.‏